نجيب المصمودي
باحث وفاعل في مجال المجتمع المدني
متخصص في تدبير الشأن العام المحلي
n_elmasmoudi@hotmail.fr
ماهية المجتمع المدني
مصطلح جديد ومفهوم قديم
المجتمع العام مكون من ثلاثة أجزاء هي الأسرة، والمجتمع المدني، والدولة أو الحكومة.
المجتمع المدني هو اللحظة الثانية من اللحظات الثلاث: الأسرة، المجتمع المدني، الدولة؛ يقول جارودي: " إن تفتت العائلة إلى أشخاص مستقلين يقودنا إلى لحظة جديدة في تحقيق الحرية، اللحظة التي يدعوها هيغل المجتمع المدني، أي مجمل الأفراد المشتركين في الحياة الإقتصادية في نظام المزاحمة الرأسمالية"؛ ففي المجتمع المدني يتوحد الأفراد" وفقا لمصالحهم، وحيث تدخل الجمعيات المشكلة على هذا النحو في علاقة، وغالبا في نزاع، وهكذا يخلق في الحياة الإجتماعية نظام خارجي بالكلية ناتج عن اتفاق الحاجات وتحديدها المتبادل، ومفروض من قبل تشريع جماعي"
المجتمع المدني يتشكل من مجموعة النظم والمنظمات والمؤسسات والهيئات التي هي ليست إرثية من ناحية (أي غير موروثة وغير قائمة على رباط العائلة أو القبيلة)، وليست حكومية من ناحية أخري، وتجمع بين الأعضاء في رابطة على أساس المصلحة والإرادة الحرة والتطوع (1).
أما مفهوم المجتمع المدني يبقى من المفاهيم الأكثر إثارة للنقاش، لأن دلالة هذا المفهوم ليست محددة بنفس الشكل بالنسبة للجميع،لما يكتنفه من غموض راجع إلى طابعه المعقد ولما يحتويه من مضامين متعددة، إلا أن هذا الغموض المرتبط باستعمال مفهوم المجتمع المدني ليس في واقع الأمر جديدا (2).
قبل الخوض في ما تحمله عبارة "المجتمع المدني" من أبعاد جعلت منها "مفهوما" من المفاهيم الأساسية في الفكر الأوربي الحديث، لننظر أولا فيما يمكن أن نحدد به هذا المفهوم على صعيد اللغة.
إذا نحن أردنا التدقيق في المدلول اللغوي لعبارة " المجتمع المدني" يمكن تحديد معناها في اللغة العربية، بالمقارنة مع ما تتحدد به في اللغات الأوربية. ولفظ "مجتمع" صيغة ترد في اللغة العربية إما اسم مكان أو اسم زمان أو مصدرا ميميا، بمعنى أنها إما حدث بدون زمان، (اجتماع) وإما مكان أو زمان حصول هذا الحدث ( مجتمع القوم: اجتماعهم، أو مكانه أو زمانه). وبالتالي فهو لا يؤدي معنى اللفظ الأجنبي الذي نترجمه به society. Société والذي يعني، أول ما يعني، عددا من الأفراد، يشكلون "مجموعة" أو "جماعة" بفعل رابطة ما تجمع بعضهم إلى بعض. أما لفظ "مدني" فهو يحيل في اللغة العربية إلى المدينة وإلى "الحاضرة" (قارن: بدو حضر، بادية مدينة). وبناء على ذلك يمكن القول، مع شيء من التجاوز، إن عبارة "المجتمع المدني" في اللغة العربية إنما تكتسب معناها من مقابلها الذي هو " المجتمع البدوي"، تماما كما فعل ابن خلدون حينما استعمل "الاجتماع الحضري" ومقابله " الاجتماع البدوي" كمفهومين إجرائيين في تحليل المجتمع العربي في العهود السابقة له ( وأيضا اللاحقة). وبما أن القبيلة هي المكون الأساسي في البادية العربية و " المجتمع المدني" سيصبح المقابل المختلف إلى حد التضاد، لـ "المجتمع القبلي" (3).
ومن جهة أخرى عرف مفهوم المجتمع المدني عدة انعطافات عبر تاريخ استعماله وترجمته، فمن الناحية الاشتقاقية يمكن اعتبار civil في اللاتينية مرادف political في الإغريقية، كما أن polis الإغريقية و civitas اللاتينية لا يؤديان الدلالة نفسها، فمفهوم: Polis له وجود مستقل بصرف النظر عن العلاقات التي تنسجها مكوناته، ومع ذلك لا يبدو واضحا ما إن كان لهذا التمييز تأثيرا على التعارض القائم في أزمنتنا المعاصرة بين society civil و political society. (4)
أما مع نهاية القرن الخامس عشر فقد جاءت ترجمة ليوناردو بروني لكتابي أرسطو (politique 1438) و (Ethique a nicomaque بين 1416 و 1417) لتدشين مرحلة انتشار مفهوم societas civils وتعزيز وجوده في لغات أوروبا مستفيدا من التطور الذي عرفه فن الطباعة.
ارتباطا بمحاولة بروني يمكن النظر إلى الانتقال من مفهوم communicatio إلى مفهوم societas على أساس أنه يشكل إشارة واضحة إلى انبثاق النزعة الإنسانية المدنية التي شهدتها مدن إيطاليا في صورة الحياة الجمعياتية التي أخذت في الرسوخ بدلا من الحياة الجماعاتية (5).
إذا اعتبرنا أن المجتمع المدني أقدم المجتمعات على الإطلاق، ومند حوالي سنة 1400 لم يكن فقط الحالات الفردية و إنما كان يرمز إلى حالة انتماء لجماعة سياسية متحضرة و مدينة، تخضع لقوانين وتشريعات خاصة بها ( 6)، وانشغل بمفهوم المجتمع المدني فلاسفة التنوير في مرحلة مقاومة الحكم المطلق و لم تحل الفلسفية دون إضفاء،الطابع السياسي على هذا المفهوم إذ جعلوه مقابلا للدولة الاستبدادية، وانتشر تداول هذا المصطلح في أوربا في القرن السابع عشر مع نشوء الديمقراطيات التي أقيمت على أنقاض الأنظمة السياسية كان يسودها الحكم المطلق. ونفوذ الكنيسة، وهيمنة الإقطاع ، وفي هذا السياق يأتي كتاب المفكر السكوتلاندي، (آدم فرجسون) حول تاريخ المجتمع المدني الصادر سنة 1767 م، والذي أثار فيه تساؤلات حول تمركز السلطة السياسية، واعتبر أن الحركة الجمعوية هي النسق الأفضل للدفاع ضد مخاطر الاستبداد السياسي، وفرق (توماس هوبز) بين الدولة والمجتمع المدني في كتابه حول حقوق الإنسان الصادر سنة 1791م، ودعا إلى حكومة محددة الوظائف ومجتمع مدني حر وسام، غير أن هذه الدعوة لم تجد صداها مع نمو المجتمع الرأسمالي (7) كما يعتبر هيغل المجتمع المدني مجموعة من التنظيمات والنشاطات التي تقوم على أساس تعاقد حر بين الأفراد خارج إطار العائلة والدولة (8).
أما في الفكر الماركسي فإن مفهوم المجتمع المدني ظل يستعمل كسلاح في مواجهة السلطة الشمولية ، واعتبر (كارل ماركس) أن المجتمع المدني هو "ساحة الصراع الطبقي" (9). إلا أن المفكر الماركسي غرا مشي هو الذي أعطى قوة ودفعة كبرى لهذا المفهوم حيث ارتبط عنده المجتمع المدني بنضالات الطبقة العاملة والدور الذي يقوم به الحزب الثوري في هذا المجال من أجل تقليص المجتمع المدني، المشل أساسا من طرف الطبقة العاملة، من سلطة الدولة (10).
إذ عالج المفكر الماركسي الايطالي أنطونيو غرامشي (1891-1937) موضوع المجتمع المدني من منظور جديد، فاعتبره ليس ساحة للتنافس الاقتصادي، وإنما ساحة للتنافس الإيديولوجي، منطلقا من التمييز بين السيطرة السياسية والهيمنة الإيديولوجية، فمع نضج العلاقات الرأسمالية في أوربا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وانقسام المجتمع إلى طبقات ذات مصالح متفاوتة أو متناقضة، واحتدام الصراع الطبقي كان لابد للطبقة الرأسمالية السائدة من بلورة آليات فعالة لإدارة هذا الصراع واحتوائه بما يضمن حماية مصالحها، وتحقيق الاستقرار في المجتمع، ويقول (غرامشي) أن المجتمع المدني هو مجموعة من البنى الفوقية، مثل النقابات، والأحزاب، والصحافة، والمدارس، والكنيسة، ويعتبر أن الفاتكان أكبر منظمة خاصة في العالم، ويفصل بين أدوار ومهام المجتمع المدني ووظائف الدولة. ويفسر ذلك المفكر الألماني المعاصر(يورعن هابر ماس) بقوله إن وظائف المجتمع المدني في مفهوم( غرا مشي) تعني الرأي العام غير الرسمي، أي الذي لا يخضع لسلطة الدولة.
ومع اتساع دور المجتمع المدني وتزايد أهميته في المجتمعات الديمقراطية، فقد أصبح يحظى باهتمام الكثير من المفكرين والباحثين المعاصرين في الغرب وفي العالم العربي، ولذلك نجد أن هناك عدة تعار يف للمجتمع المدني، من بينها التعريف الذي يقترحه ( Dominique Colas ) ويعتبره عمليا فيقول بأن المجتمع المدني "يعني الحياة الاجتماعية المنظمة انطلاقا من منطق خاص بها وبخاصة الحياة الجمعوية التي تتضمن دينامية اقتصادية وثقافية وسياسية". فيما يعرفه ( برتراند بادي) بأنه "كل المؤسسات التي تتيح للأفراد التمكن من الخيرات والمنافع دون تدخل أو وساطة من الدولة"، ويعرفه ( وايت جوردون) بأنه "مملكة توسيطية تقع بين الدولة والأسرة، وتقطنها منظمات منفصلة عن الدولة وتتمتع باستقلال ذاتي في علاقتها معها، وتتشكل طوعا من أفراد يهدفون إلى حماية مصالح أو قيم معينة". كما يعرفه عبد الغفار شكر بأنه " مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة، التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة، لتحقيق مصالح أفرادها، ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح، والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف" أما سعد الدين إبراهيم فيعرفه بأنه " المجال الذي يتفاعل فيه المواطنون، ويؤسسون بإرادتهم الحرة، تنظيمات مستقلة عن السلطة، للتعبير عن المشاعر، أو تحقيق المصالح، أو خدمة القضايا المشتركة". ويفيد مصطلح المجتمع المدني في التداول السوسيولوجي المعاصر، أو بتعبير آخر في الأدبيات السياسية الحديثة، معنى"الوسائط المبادرة".
ويرى محمد عابد الجابري أنه مهما كان الاختلاف في تعريف المجتمع المدني، فإن ما هو بديهي ولا يمكن أن يكون محل اختلاف، هو أن المجتمع المدني، أولا وقبل كل شيء "مجتمع المدن"، وإن مؤسساته هي التي ينشئها الناس بينهم في المدينة، لتنظيم حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فهي إذن مؤسسات إرادية، أو شبه إرادية، يقيمها الناس وينخرطون فيها، أو يحلونها، أو ينسحبون منها، وذلك على النقيض تماما من مؤسسات المجتمع البدوي التي هي مؤسسات "طبيعية"، يولد الفرد منتميا إليها، مندمجا فيها، ولا يستطيع الانسحاب منها كالقبيلة والطائفة.
وتتفق عدة دراسات أكاديمية وجامعية على أن المجتمع المدني هو" مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة، أي بين مؤسسات القرابة ومؤسسات الدولة التي لا مجال للاختيار في عضويتها، هذه التنظيمات التطوعية تنشأ لتحقيق مصالح أفرادها، أو لتقديم خدمات للمواطنين، أو ممارسة أنشطة إنسانية متنوعة، وتلتزم في وجودها ونشاطها بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح، والمشاركة والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف (11).
إن مفهوم المجتمع المدني في استعمالاته الحالية يتعارض دائما مع أجهزة الدولة فهو يشكل تكتلا في مواجهة الدولة وبذلك يصبح الرهان هو ( المزيد من المجتمع ضد القليل من الدولة) أو ( المزيد من المجتمع ضد القليل من السياسة). وقد أعطت الصراعات التي خاضها المثقفون والجمعيات المستقلة عن الدولة في دول المعسكر الشرقي قوة لهذا المفهوم، حيث يتم الحديث عن المعارضة لهذه الأنظمة باعتبارها إحدى انبثاقات المجتمع المدني، كما أن ظهور حركات اجتماعية جديدة في المجتمعات الغربية المتطورة كالحركات البيئية أو حركات الخضر، وعدم اندماجها في أية قوة سياسية تقليدية أعطى لهذا المفهوم نفسا جديدا.
ويلاحظ بكثير من الاستغراب أن محركي ومتزعمي مؤسسات وتنظيمات ما يسمى بالمجتمع المدني في الغرب هم أساسا مثقفون تخلوا عن مساندتهم السابقة للحركة العمالية، بعد فشل مختلف التجارب الاشتراكية في العالم دون أن ينحازوا بشكل نهائي إلى جانب السلطة السياسية القائمة، وهذا يعكس رغبة المثقفين في البحث عن بديل إيديولوجي خاص بهم بعيدا عن التحالفات مع الفئات والطبقات الاجتماعية الأخرى الشيء الذي يشكل في حد ذاته انتصارا للسلطة السياسية الراهنة (12).
وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي منح المفهوم بعدا "تنمويا" من خلال منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، فقد باتت تنظر إلى "المجتمع المدني" باعتباره المجال الذي يتيح إشراك المواطنين في "التنمية المستدامة" بعد أن فشلت التنمية في القضاء على التخلف في معظم دول العالم الثالث، وكان الدافع وراء إعطاء موقع خاص للمجتمع المدني في عملية " التنمية البشرية" تبني سياسة الخصخصة و " التكييف الهيكلي"- في إطار سيادة اقتصاد السوق- باعتبارها الأنجع للتنمية الاقتصادية، ومنح هذا بعدا جديد لمفهوم "المجتمع المدني"، فهذه السياسة التي روجت لها المؤسسات المالية الدولية، وخطاب "اللبرالية الجديدة" ركزت على حصر دور الدولة في تهيئة بنية قانونية وبنية تحتية ملائمة لنمو القطاع الخاص باعتباره أداة للتنمية الأساسية، مع توفير حد أدنى، بالمشاركة والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني، من الرعاية الاجتماعية لأفقر الفقراء (ما يعرف بشبكة الحماية الاجتماعية). ودخلت لاحقا مفردات جديدة على خطاب التنمية خصت بالأساس منظمات المجتمع المدني كالمشاركة والتمكين، لقد منح المجتمع المدني وظيفة حماية الفرد من عسف الدولة وسطوتها، أي منح بعدا واقعيا وحاميا للفرد من تدخلات الدولة وتجاوزاتها (13).
ويتبين مما سبق أنه ليس هناك مفهوم ثابت وناجز وقابل للاستخدام في كل زمان ومكان، حتى تلك المفاهيم التي تبدو لنا كذلك، فالمفهوم مرتبط بتاريخ نشأته أي بالمشكلات التي كانت مطروحة في وقت نشوئه، كما هو مرتبط بالإشكاليات النظرية التي رافقت هذه المشكلات أي بنوعية المناظرة الفكرية التي دارت من حول المشاكل المطروحة والطريقة التي حاول المثقفون مواجهتها بها، فهو بالضرورة ابن بيئة تاريخية اجتماعية محددة وهو ابن فكر محدد أيضا، ثم إن المفاهيم لا تولد من النظرية فقط وعبر التفكير ولكن ظهورها وتطورها يرتبطان بالصراع الاجتماعي...أي بنوع من الاستخدام الاستراتيجي، وليس هناك مفهوم تنطبق عليه هذه العوامل الثلاث التي تجعل منه مفهوما ديناميكيا ومتحولا وملتبسا في الوقت نفسه أكثر من مفهوم المجتمع المدني (14).
الهوامش
1- د. محمد عثمان الخشب، المجتمع المدني والدولة، ط: 1، مطبعة نهضة مصر 2007، ص: 9،11،12.
2- د.حسن قرنفل: المجتمع المدني والنخبة السياسية، إقصاء أم تكامل؟ إفريقيا الشرق ط: 2، 2000 ص: 53.
3- د. محمد عابد الجابري: سلسلة مواقف رقم 39، دار النشر المغربية اديما.ط: 1، 2005 ص: 9-10.
4- د. محمد الغيلاني: محنة المجتمع المدني، مفارقات الوظيفة ورهانات الاستقلالية، سلسلة دفاتر وجهة نظر، رقم 6، مطبعة النجاح الجديدة، ط: 1، الدار البيضاء 2005، ص: 44.
5- د. محمد الغيلاني: (ن.م.س)، ص: 48-49.
6- د. محمد الغيلاني: المجتمع المدني: حججه، مفارقاته ومصائرة، هل سيتم الاحتفاظ به؟، دار الهادي، ط: 1 بيروت 2004، ص: 46.
7- د. عبد القادر العلمي: في الثقافة السياسية، سلسلة كتاب الجيب ، منشورات الزمن رقم 47 مطبعة النجاح الجديدة، ط: 1 الدار البيضاء 2005، ص: 165.
8- د.هند عروب: المجتمع المدني المغربي فعالية أم أوهام الفعالية؟ ( المغرب في مفترق الطرق) كراسات إستراتيجية (2004-2005) منشورات وجهة نظر، ط:1، 2005، ص: 163.
9- د. عبد القادر العلمي ( ن.م.س)، ص: 166.
10- د. حسن قرنفل: (ن.م.س) ص: 53-54.
11- د. عبد القادر العلمي ( ن.م.س)، ص: 166-168.
12- د. حسن قرنفل : (ن.م.س)، ص: 54.
14-
د. برهان غليون: نشأة مفهوم المجتمع المدني وتطوره، من المفهوم المجرد إلى المنظومة الاجتماعية الدولية: http://www.hewaraat.com