قع مدينة شفشاون والتي تدعى أيضا الشاون وهو اسمها الحقيقي، بالشمال الغربي للمملكة المغربية في المجال الجغرافي للريف الغربي وتتمتع بسمة جبلية وتضاريس وعرة وهي تابعة لجهة طنجة – تطوان.
تأسست هذه المدينة التي تعد روضة من رياض الجنة فوق هذه الأرض سنة 1471 م الموافق لسنة 876 هجرية وكانت على شكل قصبة أو ما سمي آنذاك برباط الشاون وكان ذلك على يد الأمير "الشريف العلمي مولاي علي بن راشد" وتم تأسيسها للدفاع عن الثغور الشمالية بعد الاحتلال البرتغالي لكل من مدن سبتة والقصر الصغير سنتي 1415 و 1457 ومدينتي طنجة وأصيلا سنة 1471 م وكانت تأوي أيضا مسلمي الأندلس الذين طردوا من قبل الأسبان.
عرفت أرضها ومنذ القديم اكبر المجاهدين والفاتحين المسلمين ومن اكبر من قادوا الفتوحات الإسلامية من أرضها، "موسى بن نصير" الذي بنى مسجدا له بقبيلة بني حسان شمال غربي شفشاون والقائد طارق ابن زياد والذي ما زال مسجد يحمل اسمه بقرية الشرفات وعرفت المنطقة ومنذ تولي عمر بن إدريس الثاني حكمها مجموعة صراعات إلى حين تأسيس مدينة شفشاون سنة 1474 للتصدي للزحف البرتغالي
قصبة شفشاون
ما زالت قصبة شفشاون تشهد على هذه الحقبة الزمنية وما زالت تتمتع برونقها الجذاب وتعد الآن أهم مزارات المدينة وقد حافظت هذه القصبة على دورها الإداري كدار للمخزن منذ تأسيسها وحتى الفترة العلوية في عهد السلطان مولاي إسماعيل – 1672 م- 1727م-
وعين سنة 1743م باشا طنجة احمد بن علي الريفي كقائد لمنطقة غمارة بهذه القصبة.
استعمرت من قبل الأسبان سنة 1920م واستغلوها كثكنة عسكرية قبل أن يعيدوا هيكلتها وفق حاجياتهم الإدارية وقد تمت إعادة بناء المتحف بالقصبة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي وتم استغلاله كمقر لمفتشية المباني التاريخية وسنة 1985 فتح المتحف الاثنوغرافي أبوابه
ويعد هذه المتحف والقصبة عموما أهم مزار ثقافي بالمدينة ويعرض المتحف فضاء للاستقبال به لوحات تعريفية بالمدينة من حيث جغرافيا وتاريخ المنطقة باعتبارها مركز منطقة جبالة- غمارة
منها لوحات تعرض للزي التقليدي الحضري والقروي بما فيه الحايك الأبيض الذي تعرف به المرأة الشفشاونية وأيضا لباس العروسين وغيرها
وهناك فضاء يعرض للحلي الفضية والتي كان يشتهر بصياغتها اليهود بما يسمى بالملاح وهو ما يطلق على الحي الذي كان يأوي الجاليات اليهودية في ربوع المملكة وأيضا اشتهر فندق عتيق بتواجد صاغة يهود هناك يهتمون لهذا النوع من الحلي وهو غالبا ما يحمل رموزا ونقوشا امازيغية ويضم هذا المتحف مجموعة نقدية تعود للفترة العلوية وتؤرخ لزيارة السلطان العلوي مولاي عبد الرحمن بن هشام للمنطقة سنة 1822 م الموافق ل 1238ه
يعرض أيضا في المتحف الخزف الريفي المصنوع من مواد طبيعية والتي عرف أهالي هذه المنطقة ببراعة تحضيره من الطين الذي يحضرونه من الجبال وكباقي المناطق الجبلية وخاصة الشمالية تعرف النساء أكثر بصناعة هذا النوع من الخزف
بالمتحف أيضا ورشة الدرازة وهي حرفة نسيج تقليدية كما يعرض أيضا منحوتات خشبية رائعة ومن بينها صندوق تجهيز العروس أو ما يسمى ب"شوار العروس" والذي كان معروفا أيضا بين مسلمي الأندلس وهي تحف فنية رائعة تعتمد الزخرفة بالصباغة والحفر والنقش والطبع وأشكالها الهندسية تتباين ما بين زخارف هندسية تدعى "التسطير" وأخرى نباتية تدعى "التوريق".
فضاء للأسلحة أيضا يدعوك للتعرف على نماذج قديمة من السيوف والخناجر والبنادق والبارود المنقوشة والمزينة بخيوط من الفضة وهذه الأسلحة عرفت بصناعتها قبائل منطقة جبالة- غمارة واشهرها البنادق التي صنفت إلى رباعية وخماسية وسداسية وسباعية واشهرها الخماسية التي تعود إلى قبائل أخماس المجاورة لشفشاون المدينة وهي سلاح الفرسان بامتياز ويبلغ عمق ضربها 300 متر ولم تعد تستعمل الآن إلا في مباريات الفروسية التقليدية أو ما يسمى بلعب البارود وذلك لثقل وزنها.
وإن كانت هذه المنطقة تتميز أيضا بتنوع وغنى موروثها الفني والموسيقي فلها في ذلك تاريخ عريق ولعل الأهازيج الجبلية والنغمات الأندلسية تغني تراثها وتزيده رونقا وعذوبة ولذلك ففي هذا المتحف تجد أيضا الآلات الموسيقية الأندلسية من آلات وترية وأيضا آلات شعبية تستعمل لفن العيطة الجبلية وهي آلات إيقاعية وأخرى هوائية.
بالقصبة أيضا مركز للدراسات والبحوث الأندلسية
هذا مدخل السجن الذي كان يعتقل فيه الأسرى سابقا
معالم المدينة
ساحة وطاء الحمام
هي ساحة محمد السادس الكبيرة والتي تعد مرفقا ترفيهيا بالمدينة ويدعوها أهالي المنطقة بالساحة المغطاة وتضم مقاهي عالية تطل على الساحة وألعاب ترفيهية من سيارات الكترونية وغيرها تجعل الأطفال يمرحون ويلعبون كما يحلو لهم.
تضم هذه الساحة أيضا اكبر مجمع للثقافة والفنون والرياضة قام بإنشائه الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
يعد هذا المنبع الجبلي بمياهه العذبة الرقراقة المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب وتستعمل مياهه للزراعة أيضا و به شلال تستعمله النساء الجبليات لغسل الثياب وهو قريب من الحي الذي يحمل هذا الاسم أي "حي الصبانين" وللوصول إليه يمكنك الذهاب من بين الأحياء العتيقة التي تضم منازل جلها مطلي باللونين الأزرق والأبيض وعليك أن تمشي صعودا من سلالم حجرية وضعت كممرات تسهل عليك ولوج المنطقة لأنها جبلية.
عرف هذا الحي هذه السنة اكبر عدد من السياح منذ سنين مضت وذلك لتزامن عرض مسلسل "بنات لالة منانة" الذي لقي رواجا كبيرا في رمضان 2012 والذي تم تصويره في احد بيوت منطقة رأس الماء وهو البيت الذي أصبح مزارا للسياح أيضا.
وهو الحي المتواجد على طول الطريق التي تؤدي إلى رأس الماء و يضم طواحين لزيت الزيتون وهي المادة التي تعتبر المناطق الجبلية من الشاون ومرورا بوزان وإلى صفرو أكثر المناطق التي توفر أجود زيت الزيتون وما زال هذا الحي يتمتع بخاصية وجود فرن تقليدي به.
من الأحياء العتيقة أيضا هناك حي السويقة وهو ثاني أقدم تجمع سكاني بني بعد القصبة وكان يضم في البداية ثمانين عائلة أندلسية نازحة مع مولاي علي بن راشد وتوجد بهذا الحي نافورة ذات زخارف جميلة.
حي الأندلس أيضا حي عريق وكان يضم أيضا الفوج الثاني من الأندلسيين المسلمين الذين قدموا سنة 1492 م الموافق ل897 ه
هناك أيضا حي العنصر وشارع المغرب العربي
إقليم شفشاون – تضاريس وجبال وعرة ومناظر طبيعية تفوق الوصف والخيال!
وأنت في طريقك لمدينة الشاون كما يحلو لأهلها تسميتها وخاصة بعد اجتيازك لمدينة وزان، تكتشف انك تستمر في الصعود، بمنعرجات صعبة ومنحدرات مفاجئة، وتسرح بخيالك بعيدا في ملكوت الله، فالجبال التي تحيط بك وتذهب نحوها كلها مكسوة بالخضار وفي كل فج تجد وديانا ومياه وينابيع، وحينما تصل إلى المدينة يبهرك سحرها وصفاء جوها وهدوئها، حينما تطل على المدينة من نقطة عالية لتلمحها أسفل، مدينة ليست كباقي المدن...
جبال وشلالات اقشور
وان أردت أن تستمتع بما انعم الله على هذه المنطقة من جمال طبيعي لا مثيل له وكرم أناس استمدوا من الأرض طيبتهم، فتوجه إذن إلى منطقة "أقشور" التي تبعد حوالي ثلاثين كيلومتر من مدينة شفشاون على طريق واد لو،
عند بداية هذه المنطقة توجد بضع فنادق صغيرة ودكاكين أيضا وعند بداية الطريق المؤدية للشلالين، هناك محلات تقليدية، أنشأها أهالي المنطقة من الخشب والقصب وبعض غصون الأشجار تستقبلك لترتاح من المشي بكأس شاي مغربي وخبز محلي مطبوخ على نيران الحطب في أفران تقليدية من الطين وزيت زيتون وبيض وتين طازج خاصة التين الأسود اللذيذ الذي ينمو بكثرة في هذه الجبال وهي محلات تقدم أيضا وجبات غذاء مثل الطاجين المغربي المطبوخ أيضا على نيران الحطب الذي يحضره أبناء المنطقة من الجبال.
للوصول إلى الشلال الأول أو الصغير كما يسميه أهل المنطقة يجب أن تمشي بين الجبال والغابات لمدة 45 ساعة وللوصول للشلال الأكبر يجب قطع 45 ساعة سيرا أيضا، وفي كل مكان تجد حصائر ممددة من قبل أصحاب المحلات التقليدية يقدمون فيها الشاي إذا رغبت باستراحة قبل أن تستحم في مياه الشلال، حيث تلتف عائلات وسياح للاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعية.
مقهى ساحة محمد السادس
بائع الحلزون في ساحة محمد السادس
منطقة أقشور
مغارة جيولوجية تبدو وسط الجبال و الغابات
قنطرة الرب
معروضات بزارات ساحة اوطاء حمام
بعض صور متحف القصبة
حدائق القصبة
منطقة رأس الماء
هنا تصب مياه شلال رأس الماء وتحضر النساء الملابس لغسلها
إرسال تعليق