Top Ad

logo

هذا القالب هو معرب ومطور بواسطة مدونة مداد الجليد للحصول على دعم حول هذا القالب الرجاء زيارة مدونة مداد الجليد.

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

التأثير النفسي للهدية


بقلم بشرى شاكر
قد يكون شهر رمضان الكريم أكثر الأشهر التي نصل فيها الرحم ليس فقط بين الأهل والأقارب وإنما أيضا بين الأصدقاء والجيران حيث تتهادى الأسر فيها بينها أنواعا من المأكولات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، ولعل اقتراب موعد عيد الفطر السعيد يجعل الأسر من جديد تتأهب لزيارات جديدة وتستعد أيضا لاقتناء ملابس العيد للأطفال كما هي العادة في جميع البلدان المسلمة...
حينما نشتري لباسا في العيد لطفل صغير أو نأخذ علبة حلوى لجيران أو أقارب فان ذلك يكون بالأساس نوعا من التقليد الذي اعتدنا عليه وعرفا نتبعه وأيضا لصلة الرحم كما امرنا أن نفعل في ديننا الحنيف...
الهدية رمز للمحبة أكثر منها قيمة مادية، إنها تعبير عن محبتنا ومودتنا للآخر وقد فسرها الأخصائي النفسي "صامويل لوباستي" الذي درس الجانب النفسي للهدية بكونها تشبه الغذاء الممنوح من إلام لابنها، بحيث انه لا توجد أم لا ترضع ابنها حبا وحنانا أو تعطيه لقمة لا تمتزج بحبها ومودتها له...
هديتنا كلمة طيبة تنوب عنا كيفما كان قدرها، فقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام: "تهادوا تحابوا" كما قال في رواية أخرى "تهادوا فان الهدية تذهب وحر الصدر"...
الهدية ليست فقط تعبيرا عن الحب ولكنها أيضا ومن منظور نفسي طلب لمقابله من المودة والحب، فنحن نعطي حبا ولكننا أيضا ننتظر مقابله عرفانا وحبا إضافيا، لذلك تجد من يهدي كثيرا ويبادر أولا في كل مرة يتبرم أخيرا من عدم إحساس الآخرين به، فلا يجب أن نكون ممن يأخذ دون أن يعطي، ليس ضروريا ما ستعطيه ولكن ضروري جدا أن يعلم الآخر انك تعترف بجميله  تكن له نفس الحب...
وهديتنا هي رمز لنا ومرآة تعكس دواخلنا، ففي مناسبة واحدة لشخص معين، كل فينا سوف يختار هدية مغايرة أو مطابقة للأخر، بحيث أنها تعكس بطبيعية الحال قيمتها المادية فلسنا متساويين في الأرزاق ولكنها تعكس أيضا ذوقنا واهتمامنا بالآخر، فقد نختار كهدية ورودا حمراء لأنها تروق لنا وآخر يختار ورودا بيضاء لأنها تروق للشخص الذي سنهديه إياها، فتكون الهدية الثانية الأقرب لنفس المتلقي لان الشخص الثاني كان أكثر قربا منه ففهم ذوقه واختياراته وقدمها على اختياراته هو...
للهدية مناسبات وأوقات معينة ولكنها حينما تغدو تقليدا دوريا فان لذلك رمزية اكبر مثل هدايا راس السنة لدى المسيحيين مثلا والتي ينتظرونها عند شجرة الميلاد المزينة ويكون وقعها اكبر لدى الأطفال، لأن هذا الوقت من السنة يشكل لهم رمزا للحب من قبل كل أسرتهم، والمناسبة الدورية لدى المسلمين هي الأعياد الدينة وخاصة عيد الفطر والمعروف باقتناء الأهالي هدايا وملابس لأطفالهم.
الهديةالتي ترتبط بالاحتفالية الدينية تغدو كطقس روحي، ويتجاوز معناها معنى الهدية الظرفية، فهي تشكل صلة رحم، تشكل مودة وعرفانا وتشكل اجتماعا عائليا في مناسبة دينية يحتفل بها الجميع وأيضا فرصة للتآزر بين الناس وتذكر الصدقات والهبات للأيتام والأرامل وغيرهم من الفئات التي تحتاج لتشعر مثل غيرها بأهمية العيد الديني...
إذن أكر ما يميز هدية عيد الفطر هي كونها عيد للجميع، عيد نتذكر فيه الأواصر التي بترت والعلاقات التي كادت تنتهي ونذكر فيه من يحتاج لنا ولو حتى بابتسامة أو كلمة طيبة...
وإذا كانت الهدية كما أسلفنا أمرا مهما فلكي يكون وقعها أعمق عليها أن تحمل حبنا للآخر ولأننا نحبه فإننا سوف نختار بالتأكيد ما يعجبه هو وليس ما يعجبنا نحن، فحتى الطفل الصغير الذي ينتظر لباسا جديدا في العيد لديه ذوقه ولديه رغبته في الألوان فلماذا لا نسأله راية، ففي النهاية انه هو من سيرتدي هذا الثوب الجديد لا نحن؟
هب قلما لشخص يحتاجه للكتابة أفضل من أن تهبه مبراة جميلة وباهضة الثمن وأنت تعلم أن لا قلم له بالأساس...
لتكن هديتك عملية ومناسبة للشخص الآخر والأهم أن تكون تعبيرا عن محبتك له، فصحن حلوى بسيط قمت بصنعه وأهديته للجيران كفيل بان يرفع ضغائن كثيرة ويرسم ابتسامة كبيرة على وجوه صغيرة...
لا تنسوا الأيتام من هداياكم ولا المسنين منا، ممن لا يملكون عائلة يحيون وإياها مراسم العيد...
الهدية الاسمي هي حبنا لبعضنا البعض، هي تآزرنا مع بعض.. فلتتهادوا تحابوا...
وكل عام وأنتم بألف خير وعيد مبارك سعيد للجميع

إرسال تعليق

بالصوت والصورة

قصص وعبر

ركن النساء

 
copyright © 2014 نجمة نيوز