Top Ad

logo

هذا القالب هو معرب ومطور بواسطة مدونة مداد الجليد للحصول على دعم حول هذا القالب الرجاء زيارة مدونة مداد الجليد.

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

لباس الأعياد والمناسبات في العالم العربي


لباس الأعياد والمناسبات في العالم العربي
ملف بشرى شاكر
كل الأسر العربية تحتفل بمقدم عيد الفطر السعيد باقتناء ملابس جديدة سواء للأطفال أو للكبار كذلك، ولعل من العادات الراسخة في هذا العيد هو اقتناء ملابس تقليدية للنساء وأيضا الرجال، وفقا لعادات ومورث كل بلد عربي على حدة، فالزي التقليدي ليس مجرد لباس وإنما يعتبر مكتسبا ثقافيا وتاريخا لشعب معين.

القفطان المغربي- أصالة المناسبات السعيدة
يعد القفطان المغربي في المغرب الزي الرسمي لعيد الفطر وهو لباس عريق جدا، يؤرخ للعصر المريني وعرف تعاقب الحضارات الفنيقية والقرطاجية والرومانية الا انه بقي محافظا على سماته وخصائصه، وكان يصدر الى الخارج ولعل ملك البرتغال انذاك كان اكثر من حاز على اكبر عدد منالقفاطين المصدرة فقد عرف بولعه بهذا الزي التقليدي المغربي، ثم ارتداه الموسيقي زرياب وكان انذاك القفطان رجاليا ولم يتحول بعد الى القفطان النسائي المعروف منذ قرون, ووفقا لبعضالمؤرخين فقد كان الفضل لزرياب ان انتقل الى الاندلس في القرن التاسع
كان القفطان فيما قبل زيا رجاليا ثم تحول أكثر إلى زي نسائي بيد انه وحسب تفصيلته وطريقة خياطته يمكنه أن يكون رجاليا وأيضا نسائيا، وهناك القفطان الذي يتألف من قطعة واحدة ويتخذ اسم القفطان دائما أما الذي يتكون من عدة قطع أي من اثنين إلى ثلاث فيسمى "التكشيطة" وهو نوع لباسي معروف بالمغرب للنساء فقط ويمكنه أن يستعمل للأعراس والمناسبات الاحتفالية الكبرى وأيضا كلباس سهرة والآن وبسبب وتيرة الحياة السريعة فقد ظهر ما يسمى بالقفطان الجلباب، أي انه قفطان يرتدى في المناسبات ولكن يتخذ تفصيلة وشكل الجلباب أيضا فيمكن ارتداءه داخل وخارج البيت كذلك.



وإذا كانت عصرنة القطان والتكشيطة اقتضت إدخال آلات عصرية للخياطة فان أجود أنواع القفطان هي المصنوعة باليد دائما وأهم ما يميز فترات الأعياد والمناسبات هي اختيار قفاطين وجلابيات وتكشيطات محاكة باليد من قبل صناع تقليديين ماهرين ونسميهم "خياط تقليدي"'.

ألوان مختلفة وزركشات متنوعة منها ما هو مستوحى من الثقافة الامازيغية وزخارف من الثقافة الإسلامية الأندلسية...
عرض ازياء قفطان دار المعلمة لسنة 2011

مناطق الجزائر تزهو بلباسها التقليدي
اما في الجزائر وإن كان ايضا القفطان المغربي قد غزا السوق الجزائرية واصبحت النساء تتفنن في ارتدائه خاصة مع تقارب الثقافتين وتشابه الازياء الا ان هناك ازياء تقليدية لا يمكن لهذا البلد الشقيق التخلي عنها في المناسبات المهمة مثل عيد الفطر والاعراس وغيرها، ونذكر على سبيل المثال، الكاراكو وهو لباس تعرف به الجزائر العاصمة ويتالف من قطعتين منفصلتين، القطعة العلوية وتدعى الكنزة وتكون مطرزة باليد أي طرز المجبود او الفتلة او الشعرة، والسروال المكمل لقطعة الكاراكو ويصنع من قماش القطيفة وهذا اللباس يشبه نوعا من القفطان ايضا يعرف في فاس ووجدة ويسمى الجبادور...
سروال الكاراكو لا يتوفر على تطريز ويعوض احيانا بتنورة طويلة من قماش الحرير ويكون للرأس ايضا غطاء يدعى الفتول وهو عبارة عن خمار حريري تتدى منه خيوط او الفتول ويكون بنفس لون الكنزة
اما بمنطقة تيزي وزو او بجاية أي المناطق الامازيغية او القبائلية فالزي المعروف هو زي تقليدي بتطريزات امازيغية رائعة تشبه التطريزات التي تزين بها ال"هدونات" او "الزرابي" بالمغرب العربي، واحيانا تزين بسلهام جميل وتزيد جمالية باساور وحلي امازيغية



هناك ايضا الكندورة القسنطينية او الجبة التي تشتهر بها المنطقة الشرقية للجزائروتصنع من قماش القطيفة وتطرز يدويا بخيوط ذهبية



هناك ايض الشدة التلمسانية وتستعمل اكثر في الاعراس



اللباس العربي للعروس الخضراء - تونس
أما في تونس فاللباس العربي ذا الأصول العربية مثل الجبة والجلباب و البدعية والعراقية والسفساري هي الشائعة في الأعياد والمناسبات، غير أنها لم تعد تستعمل كما في المغرب مثلا في مناسبات كثيرة خارج الأعياد الدينية الرسمية،



هناك أيضا ملابس ذات اصل تركي مثل الشاشية و أخرى امازيغية مثل القشابية وأندلسية مثل البرنوس وهو لباس رجالي أكثر.



عموما فان ملابس المغرب العربي متقاربة وان كانت بعض البلدان المغاربية متميزة أكثر بتشبثها بلباسها التقليدي وخصوصياته إلا أنها في جلها متأثرة بالحضارة العربية والأندلسية والامازيغية.
الجلابية- رمز مصري بامتياز
أما في مصر فالنساء والرجال وخاصة في الأرياف ما زالوا يحتفظون بتقليد شراء جلابية مصرية جديدة في العيد، وقد كانت سابقا بلون موحد واحد مثل الأسود أو الأبيض والرمادي، وباتت الآن تتخد ألوانا عدة وتطريزات جديدة أيضا بل باتت تتشكل كذلك من تفصيلات تشبه القفطان المغربية مثل هذه الجلابية أو العباية



الزي الفلسطيني – هوية ارض الإسراء والمعراج
أما في فلسطين فالزي التراثي الفلسطيني كان وما زال حاضرا وان كان أيضا يتعرض لبعض محاولات لطمس هويته الفلسطينيبة من قبل الصهاينة، وهو عموما زي يمثل منطقة الشام كلها،  ولا يختلف عن باقي الدول الكنعانية إلا في الألوان والتطريز، والذي تمتاز به مدن كثيرة مثل القدس ويافا وبيت لحم وغزة، واهم ما يميزه هو جودة الأقمشة وأيضا الصناعة اليدوية المتقنة وتاريخه العريق يمكن معرفة المنطقة من خلال لون الثوب والتطريز بحيث أن الثوب الجبلي يخلو من التطريز بينما مناطق الساحل معروفة بالتطريز المستوحى من الإغريق واليونان وتطرز الأقمشة بشكل كثيف في منطقة بئر السبع ووسط فلسطين وتعرف رام الله بلون الكرز الأحمر ، وبئر السبع باللون البرتقالي.
ومن أجود الأزياء، أزياء أريحا وهي أقدم المدن على العارض ويتميز بتطريز طولي على امتداد الثوب ويثنى لعدة طبقات، فيما يشبه زي نابلس الأزياء الدمشقية والحلبية أيضا حتى سميت نابلس بدمشق الصغرى.

واهم ما يميز مناطق فلسطين الكوفية الفلسطينية التي بدأ بعض المصممين الإسرائيليين يسوتلون عليها حتى فاز احدهم السنة الماضية بجائزة لتصميمها مام دفع بعض المصممين الفلسطينيين من القيام بحملة للدفاع عن هوية الكوفية الفلسطينية، كونها رمزا للهوية الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني.

العباية الخليجية بين الأصالة والمعاصرة
تتميز منطقة الخليج عموما بتشبثها بالعباية الخليجية طيلة أيام السنة والإبداع فيها للمناسبات والأعياد، وقد عرفت في جل البلدان الخليجية مع اختلاف أسمائها أحيانا بلونها الأسود البسيط منذ القدم، إلا أنها بدأت تقتحم عالم العصرنة فأدخلت عليها ألوان وتطريزات جميلة بعضهم استحبها والبعض رفضها لكونها تطمس شيئا ما هوية العباية الأصلية.




البالطو اليمني لا غنى عنه
في اليمن يطلق عليها اسم "البالطو" وهي عباية طويلة سابغة مع نقاب اسود يغطي الشعر ومعظم الوجه وأصبحت الآن العبايات الحديثة تزين بتطريزات وأحجار كريمة وفصوص لامعة وهي التصميمات التي تلقى إقبالا كبيرا في اليمن خاصة أنها تصنع من أجود الأقمشة المعروفة باليمن مثل الكريب والشيفون و تخاط في صنعاء وهي مدينة معروفة بعراقة زيها وأثوابها الرائعة إلا ان معظم النساء ما زلن يملن لارتداء البالطو التقليدي الأسود مع فرق بسيط أنهن يرتدين أثواب عصرية وجينزات تحتها.

عباية العراق تاريخ لن يموت
العباية في العراق ليس لباس للعيد فقط وإنما هي رمز الهم الشعراء والمطربون فكانت سبب اشتهار أغنية عريقة تغنى بها الأجيال السابقة و بقيت عالقة إلى الآن في الأذهان  هي أغنية "يم العباية حلوة عباتج"...
العباية العراقية ليست رمزا لجمال المرأة العراقية فقط وإنما هي رمز عريق في التاريخ، رمز للحرية ورمز للأرض ورمز للوطن...
لها باع طويل وصيت كبير وخاصة في مدن الجنوب والفرات الأوسط وما زالت نساء هذه المناطق ترتدي العباية تمسكا بالتقاليد والأعراف ورغم أن العباية الخليجية باتت تنافس العباية العراقية في الأسواق، إلا أن هذه الأخيرة مازالت تحتفظ بمكانتها لدى النساء العراقيات وخاصة المشغولة يدويا منها وغالبا ما تتوارث هذه المهنة عن الأسلاف، وقديما كانت تتخذ عدة مسميات من بينها "الصوف" و"الوبر" و "الحبر" و "التترون" وغيرها نسبة للمواد التي استعملت في حياكتها.
وقد يصل سعر العباية المؤلفة من الحرير الطبيعي إلى 500.000 دينار عراقي وغالبا ما تستورد المواد الخام من الهند أو الصين وحاليا أيضا من دول الخليج ولعل أسواق البصرة والزبير أكثر مناطق ترد إليهما العباية ولكن عودة سوق الشورجة إلى سابق عهده تدريجيا جعل تجار العباية يتوجهون له من جديد...
طرق ارتداء العباية مختلفة في العراق وأيضا ألوانها، فقديما كانت النساء المسلمات يرتدينها بلون أبيض فيما المناطق الصحراوية ترتدي ألوانا غامقة إلا أنها استقرت على اللون الأسود في العراق وهو نفسه المعروف في إيران غير أن "تشادور" أو "شادور" إيران مختلف عن عباية العراق فالأولى عريضة ومن قطعة واحدة بينما العراقية تكون عريضة ولكنها تتألف من قطعتين وتكون بطول المرأة.
في أرياف العراق تلفها المرأة على وسطها لكي تستطيع الحركة بطريقة سهلة وتساهم في العمل القروي إلى جانب الرجل و قد ترتديه أيضا في مراسيم العزاء...
تعد منطقة الكاظمية من اشهر مناطق بيع العبايات وخاصة لقدوم النساء لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم فتتبرك النساء الزائرات بشراء عباية المنطقة...

أغنية يا أم العباية للمطربة الراحلة سهام رفقي
الدشداشة تميز سلطنة عمان
أما في سلطنة عمان فالزي الذي يفضل معظم الرجال الظهور به هو الدشداشة العمانية وتكون بعنق مستدير وشريط رفيع وعلى الصدر الفريخة او الكركوشة ويبقى التطريز هو ما يميز مناطق السلطنة، و يزين غالبا الحزام بخنجر وهو أمر أيضا معروف لدى أهل اليمن بحيث أن الصبي المراهق ما أن يبلغ سنا معينة حتى يرتدي ذاك الخنجر مع لباسه التقليدي في خصره احتفالا بولوجه عالم الرجال وهي أيضا عادة موجودة لدى بعض قبائل الامازيغ بالمغرب العربي والغريب أن نفس نقوش الخناجر اليمنية والعمانية متواجدة على المغربية الامازيغية.
وعموما فان الزي التقليدي الرجالي في سلطنة عمان أكثر حفاظ عليه من الزي النسائي الذي بات يشبه غالبا باقي العبايات الخليجية العصرية، إلا أن ما يميز الزي التقليدي النسائي بسلطنة عمان هو اختلافه عن باقي العبايات الخليجية بحيث انه ومنذ البداية كان غنيا بألوانه وأنيقا في تصميماته مع احتفاظه بطابع الاحتشام، كما انه مختلف ومتنوع من منطقة لأخرى تماما مثل الزي الفلسطيني، وتتميز العباية العمانية بشريط لاصق على الجانب الأيسر والزي الذي كان معروفا سابقا يختلف عن العباية أيضا بكونه قطعة قماش كبيرة توضع على ألراس وتزين أطرافها  بما يسمى الحضية وهو يشبه الدانتيل الآن وهذا الثوب يسمى الليسو

السعودية- أناقتنا في أصالتنا
أما في السعودية فالزي التقليدي ليس عرفا فقط وإنما طقس ديني، فاللون الأسود بالنسبة لنساء المملكة لا يمكن الاستغناء عليه رغم ظهور ألوان متعددة غير أن هناك أنواع عديدة من العبايات اقتحمت السوق السعودي منها العباية العمانية والتي تتميز بشريط لاصق على الكتف الأيسر وما يعرف بالعباية الفرنسية ذات الخصر المحدد والصدر الضيق وأيضا العباية المغربية وهي تشبه القفطان المغربي وتتميز بالتطريز وذلك عباية الفراشة وتبقى عباية الرأس ذات اللون الأسود أكثر ما يتم طلبه واقتناءه في المملكة خاصة وأنها وفق بعض التجار لا تميز بين الطبقات مع اختلاف الأقمشة وتسمى في بعض المناطق "الرداء" و هي نوعين ، فيها المؤلفة من قطعة مستطيلة من القماش الأسود مثل الملاية والجزء السفلي مطرز بخيوط البريسم الحمراء و الثانية بتطريز ذهبي وتسمى البروجي

الإمارات – ثورة العباية العصرية
أما أهل الإمارات فلم يستغنوا عن العباية ولكن جعلوها لباسا لأرقى المناسبات والسهرات والحفلات، فدبي وأبو ظبي باتتا تعرفان ارقي محلات تصميم العباية الراقية، بل استطاع مصممو العباية في الإمارات أن يجعلوا منها زيا عالميا، فحتى وإن كانت الألوان والقصات قد ابتعدت كثيرا عن اصل العباية الخليجية إلا انه لا احد يمكنه أن ينكر أن العباية بالإمارات عرفت تطورا ملحوظا جعلها مرغوبة من قبل كل النساء في جل أنحاء العالم العربي، إلا أنها أيضا المكان الذي يمكنه أن تقتني فيه أعلى العبايات سعرا...
ومع اختلاف التصميمات والقصات والأقمشة والأسعار، يبقى للعباية مكانها البارز في أعياد العرب ومناسباتهم...

التأثير النفسي للهدية


بقلم بشرى شاكر
قد يكون شهر رمضان الكريم أكثر الأشهر التي نصل فيها الرحم ليس فقط بين الأهل والأقارب وإنما أيضا بين الأصدقاء والجيران حيث تتهادى الأسر فيها بينها أنواعا من المأكولات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، ولعل اقتراب موعد عيد الفطر السعيد يجعل الأسر من جديد تتأهب لزيارات جديدة وتستعد أيضا لاقتناء ملابس العيد للأطفال كما هي العادة في جميع البلدان المسلمة...
حينما نشتري لباسا في العيد لطفل صغير أو نأخذ علبة حلوى لجيران أو أقارب فان ذلك يكون بالأساس نوعا من التقليد الذي اعتدنا عليه وعرفا نتبعه وأيضا لصلة الرحم كما امرنا أن نفعل في ديننا الحنيف...
الهدية رمز للمحبة أكثر منها قيمة مادية، إنها تعبير عن محبتنا ومودتنا للآخر وقد فسرها الأخصائي النفسي "صامويل لوباستي" الذي درس الجانب النفسي للهدية بكونها تشبه الغذاء الممنوح من إلام لابنها، بحيث انه لا توجد أم لا ترضع ابنها حبا وحنانا أو تعطيه لقمة لا تمتزج بحبها ومودتها له...
هديتنا كلمة طيبة تنوب عنا كيفما كان قدرها، فقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام: "تهادوا تحابوا" كما قال في رواية أخرى "تهادوا فان الهدية تذهب وحر الصدر"...
الهدية ليست فقط تعبيرا عن الحب ولكنها أيضا ومن منظور نفسي طلب لمقابله من المودة والحب، فنحن نعطي حبا ولكننا أيضا ننتظر مقابله عرفانا وحبا إضافيا، لذلك تجد من يهدي كثيرا ويبادر أولا في كل مرة يتبرم أخيرا من عدم إحساس الآخرين به، فلا يجب أن نكون ممن يأخذ دون أن يعطي، ليس ضروريا ما ستعطيه ولكن ضروري جدا أن يعلم الآخر انك تعترف بجميله  تكن له نفس الحب...
وهديتنا هي رمز لنا ومرآة تعكس دواخلنا، ففي مناسبة واحدة لشخص معين، كل فينا سوف يختار هدية مغايرة أو مطابقة للأخر، بحيث أنها تعكس بطبيعية الحال قيمتها المادية فلسنا متساويين في الأرزاق ولكنها تعكس أيضا ذوقنا واهتمامنا بالآخر، فقد نختار كهدية ورودا حمراء لأنها تروق لنا وآخر يختار ورودا بيضاء لأنها تروق للشخص الذي سنهديه إياها، فتكون الهدية الثانية الأقرب لنفس المتلقي لان الشخص الثاني كان أكثر قربا منه ففهم ذوقه واختياراته وقدمها على اختياراته هو...
للهدية مناسبات وأوقات معينة ولكنها حينما تغدو تقليدا دوريا فان لذلك رمزية اكبر مثل هدايا راس السنة لدى المسيحيين مثلا والتي ينتظرونها عند شجرة الميلاد المزينة ويكون وقعها اكبر لدى الأطفال، لأن هذا الوقت من السنة يشكل لهم رمزا للحب من قبل كل أسرتهم، والمناسبة الدورية لدى المسلمين هي الأعياد الدينة وخاصة عيد الفطر والمعروف باقتناء الأهالي هدايا وملابس لأطفالهم.
الهديةالتي ترتبط بالاحتفالية الدينية تغدو كطقس روحي، ويتجاوز معناها معنى الهدية الظرفية، فهي تشكل صلة رحم، تشكل مودة وعرفانا وتشكل اجتماعا عائليا في مناسبة دينية يحتفل بها الجميع وأيضا فرصة للتآزر بين الناس وتذكر الصدقات والهبات للأيتام والأرامل وغيرهم من الفئات التي تحتاج لتشعر مثل غيرها بأهمية العيد الديني...
إذن أكر ما يميز هدية عيد الفطر هي كونها عيد للجميع، عيد نتذكر فيه الأواصر التي بترت والعلاقات التي كادت تنتهي ونذكر فيه من يحتاج لنا ولو حتى بابتسامة أو كلمة طيبة...
وإذا كانت الهدية كما أسلفنا أمرا مهما فلكي يكون وقعها أعمق عليها أن تحمل حبنا للآخر ولأننا نحبه فإننا سوف نختار بالتأكيد ما يعجبه هو وليس ما يعجبنا نحن، فحتى الطفل الصغير الذي ينتظر لباسا جديدا في العيد لديه ذوقه ولديه رغبته في الألوان فلماذا لا نسأله راية، ففي النهاية انه هو من سيرتدي هذا الثوب الجديد لا نحن؟
هب قلما لشخص يحتاجه للكتابة أفضل من أن تهبه مبراة جميلة وباهضة الثمن وأنت تعلم أن لا قلم له بالأساس...
لتكن هديتك عملية ومناسبة للشخص الآخر والأهم أن تكون تعبيرا عن محبتك له، فصحن حلوى بسيط قمت بصنعه وأهديته للجيران كفيل بان يرفع ضغائن كثيرة ويرسم ابتسامة كبيرة على وجوه صغيرة...
لا تنسوا الأيتام من هداياكم ولا المسنين منا، ممن لا يملكون عائلة يحيون وإياها مراسم العيد...
الهدية الاسمي هي حبنا لبعضنا البعض، هي تآزرنا مع بعض.. فلتتهادوا تحابوا...
وكل عام وأنتم بألف خير وعيد مبارك سعيد للجميع

شفشاون المدينة الزرقاء وجنة الشمال المغربي

قع مدينة شفشاون والتي تدعى أيضا الشاون وهو اسمها الحقيقي، بالشمال الغربي للمملكة المغربية في المجال الجغرافي للريف الغربي وتتمتع بسمة جبلية وتضاريس وعرة وهي تابعة لجهة طنجة – تطوان.

تأسست هذه المدينة التي تعد روضة من رياض الجنة فوق هذه الأرض سنة 1471 م الموافق لسنة 876 هجرية وكانت على شكل قصبة أو ما سمي آنذاك برباط الشاون وكان ذلك على يد الأمير "الشريف العلمي مولاي علي بن راشد" وتم تأسيسها للدفاع عن الثغور الشمالية بعد الاحتلال البرتغالي لكل من مدن سبتة والقصر الصغير سنتي 1415 و 1457 ومدينتي طنجة وأصيلا سنة 1471 م وكانت تأوي أيضا مسلمي الأندلس الذين طردوا من قبل الأسبان.

عرفت أرضها ومنذ القديم اكبر المجاهدين والفاتحين المسلمين ومن اكبر من قادوا الفتوحات الإسلامية من أرضها، "موسى بن نصير" الذي بنى مسجدا له بقبيلة بني حسان شمال غربي شفشاون والقائد طارق ابن زياد والذي ما زال مسجد يحمل اسمه بقرية الشرفات وعرفت المنطقة ومنذ تولي عمر بن إدريس الثاني حكمها مجموعة صراعات إلى حين تأسيس مدينة شفشاون سنة 1474 للتصدي للزحف البرتغالي
قصبة شفشاون



ما زالت قصبة شفشاون تشهد على هذه الحقبة الزمنية وما زالت تتمتع برونقها الجذاب وتعد الآن أهم مزارات المدينة وقد حافظت هذه القصبة على دورها الإداري كدار للمخزن منذ تأسيسها وحتى الفترة العلوية في عهد السلطان مولاي إسماعيل – 1672 م- 1727م-

وعين سنة 1743م باشا طنجة احمد بن علي الريفي كقائد لمنطقة غمارة بهذه القصبة.

استعمرت من قبل الأسبان سنة 1920م واستغلوها كثكنة عسكرية قبل أن يعيدوا هيكلتها وفق حاجياتهم الإدارية وقد تمت إعادة بناء المتحف بالقصبة في بداية الثلاثينات من القرن الماضي وتم استغلاله كمقر لمفتشية المباني التاريخية وسنة 1985 فتح المتحف الاثنوغرافي أبوابه

ويعد هذه المتحف والقصبة عموما أهم مزار ثقافي بالمدينة ويعرض المتحف فضاء للاستقبال به لوحات تعريفية بالمدينة من حيث جغرافيا وتاريخ المنطقة باعتبارها مركز منطقة جبالة- غمارة

منها لوحات تعرض للزي التقليدي الحضري والقروي بما فيه الحايك الأبيض الذي تعرف به المرأة الشفشاونية وأيضا لباس العروسين وغيرها

وهناك فضاء يعرض للحلي الفضية والتي كان يشتهر بصياغتها اليهود بما يسمى بالملاح وهو ما يطلق على الحي الذي كان يأوي الجاليات اليهودية في ربوع المملكة وأيضا اشتهر فندق عتيق بتواجد صاغة يهود هناك يهتمون لهذا النوع من الحلي وهو غالبا ما يحمل رموزا ونقوشا امازيغية ويضم هذا المتحف مجموعة نقدية تعود للفترة العلوية وتؤرخ لزيارة السلطان العلوي مولاي عبد الرحمن بن هشام للمنطقة سنة 1822 م الموافق ل 1238ه


يعرض أيضا في المتحف الخزف الريفي المصنوع من مواد طبيعية والتي عرف أهالي هذه المنطقة ببراعة تحضيره من الطين الذي يحضرونه من الجبال وكباقي المناطق الجبلية وخاصة الشمالية تعرف النساء أكثر بصناعة هذا النوع من الخزف


بالمتحف أيضا ورشة الدرازة وهي حرفة نسيج تقليدية كما يعرض أيضا منحوتات خشبية رائعة ومن بينها صندوق تجهيز العروس أو ما يسمى ب"شوار العروس" والذي كان معروفا أيضا بين مسلمي الأندلس وهي تحف فنية رائعة تعتمد الزخرفة بالصباغة والحفر والنقش والطبع وأشكالها الهندسية تتباين ما بين زخارف هندسية تدعى "التسطير" وأخرى نباتية تدعى "التوريق".



فضاء للأسلحة أيضا يدعوك للتعرف على نماذج قديمة من السيوف والخناجر والبنادق والبارود المنقوشة والمزينة بخيوط من الفضة وهذه الأسلحة عرفت بصناعتها قبائل منطقة جبالة- غمارة واشهرها البنادق التي صنفت إلى رباعية وخماسية وسداسية وسباعية واشهرها الخماسية التي تعود إلى قبائل أخماس المجاورة لشفشاون المدينة وهي سلاح الفرسان بامتياز ويبلغ عمق ضربها 300 متر ولم تعد تستعمل الآن إلا في مباريات الفروسية التقليدية أو ما يسمى بلعب البارود وذلك لثقل وزنها.

وإن كانت هذه المنطقة تتميز أيضا بتنوع وغنى موروثها الفني والموسيقي فلها في ذلك تاريخ عريق ولعل الأهازيج الجبلية والنغمات الأندلسية تغني تراثها وتزيده رونقا وعذوبة ولذلك ففي هذا المتحف تجد أيضا الآلات الموسيقية الأندلسية من آلات وترية وأيضا آلات شعبية تستعمل لفن العيطة الجبلية وهي آلات إيقاعية وأخرى هوائية.


بالقصبة أيضا مركز للدراسات والبحوث الأندلسية



هذا مدخل السجن الذي كان يعتقل فيه الأسرى سابقا


معالم المدينة


ساحة وطاء الحمام

هي ساحة محمد السادس الكبيرة والتي تعد مرفقا ترفيهيا بالمدينة ويدعوها أهالي المنطقة بالساحة المغطاة وتضم مقاهي عالية تطل على الساحة وألعاب ترفيهية من سيارات الكترونية وغيرها تجعل الأطفال يمرحون ويلعبون كما يحلو لهم.


تضم هذه الساحة أيضا اكبر مجمع للثقافة والفنون والرياضة قام بإنشائه الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

يعد هذا المنبع الجبلي بمياهه العذبة الرقراقة المزود الوحيد للمدينة بالمياه الصالحة للشرب وتستعمل مياهه للزراعة أيضا و به شلال تستعمله النساء الجبليات لغسل الثياب وهو قريب من الحي الذي يحمل هذا الاسم أي "حي الصبانين" وللوصول إليه يمكنك الذهاب من بين الأحياء العتيقة التي تضم منازل جلها مطلي باللونين الأزرق والأبيض وعليك أن تمشي صعودا من سلالم حجرية وضعت كممرات تسهل عليك ولوج المنطقة لأنها جبلية.

عرف هذا الحي هذه السنة اكبر عدد من السياح منذ سنين مضت وذلك لتزامن عرض مسلسل "بنات لالة منانة" الذي لقي رواجا كبيرا في رمضان 2012 والذي تم تصويره في احد بيوت منطقة رأس الماء وهو البيت الذي أصبح مزارا للسياح أيضا.


وهو الحي المتواجد على طول الطريق التي تؤدي إلى رأس الماء و يضم طواحين لزيت الزيتون وهي المادة التي تعتبر المناطق الجبلية من الشاون ومرورا بوزان وإلى صفرو أكثر المناطق التي توفر أجود زيت الزيتون وما زال هذا الحي يتمتع بخاصية وجود فرن تقليدي به.


من الأحياء العتيقة أيضا هناك حي السويقة وهو ثاني أقدم تجمع سكاني بني بعد القصبة وكان يضم في البداية ثمانين عائلة أندلسية نازحة مع مولاي علي بن راشد وتوجد بهذا الحي نافورة ذات زخارف جميلة.

حي الأندلس أيضا حي عريق وكان يضم أيضا الفوج الثاني من الأندلسيين المسلمين الذين قدموا سنة 1492 م الموافق ل897 ه


هناك أيضا حي العنصر وشارع المغرب العربي

إقليم شفشاون – تضاريس وجبال وعرة ومناظر طبيعية تفوق الوصف والخيال!

وأنت في طريقك لمدينة الشاون كما يحلو لأهلها تسميتها وخاصة بعد اجتيازك لمدينة وزان، تكتشف انك تستمر في الصعود، بمنعرجات صعبة ومنحدرات مفاجئة، وتسرح بخيالك بعيدا في ملكوت الله، فالجبال التي تحيط بك وتذهب نحوها كلها مكسوة بالخضار وفي كل فج تجد وديانا ومياه وينابيع، وحينما تصل إلى المدينة يبهرك سحرها وصفاء جوها وهدوئها، حينما تطل على المدينة من نقطة عالية لتلمحها أسفل، مدينة ليست كباقي المدن...

جبال وشلالات اقشور


وان أردت أن تستمتع بما انعم الله على هذه المنطقة من جمال طبيعي لا مثيل له وكرم أناس استمدوا من الأرض طيبتهم، فتوجه إذن إلى منطقة "أقشور" التي تبعد حوالي ثلاثين كيلومتر من مدينة شفشاون على طريق واد لو،


عند بداية هذه المنطقة توجد بضع فنادق صغيرة ودكاكين أيضا وعند بداية الطريق المؤدية للشلالين، هناك محلات تقليدية، أنشأها أهالي المنطقة من الخشب والقصب وبعض غصون الأشجار تستقبلك لترتاح من المشي بكأس شاي مغربي وخبز محلي مطبوخ على نيران الحطب في أفران تقليدية من الطين وزيت زيتون وبيض وتين طازج خاصة التين الأسود اللذيذ الذي ينمو بكثرة في هذه الجبال وهي محلات تقدم أيضا وجبات غذاء مثل الطاجين المغربي المطبوخ أيضا على نيران الحطب الذي يحضره أبناء المنطقة من الجبال.


للوصول إلى الشلال الأول أو الصغير كما يسميه أهل المنطقة يجب أن تمشي بين الجبال والغابات لمدة 45 ساعة وللوصول للشلال الأكبر يجب قطع 45 ساعة سيرا أيضا، وفي كل مكان تجد حصائر ممددة من قبل أصحاب المحلات التقليدية يقدمون فيها الشاي إذا رغبت باستراحة قبل أن تستحم في مياه الشلال، حيث تلتف عائلات وسياح للاستمتاع بأجمل المناظر الطبيعية.






مقهى ساحة محمد السادس

بائع الحلزون في ساحة محمد السادس

منطقة أقشور


مغارة جيولوجية تبدو وسط الجبال و الغابات


قنطرة الرب







معروضات بزارات ساحة اوطاء حمام























بعض صور متحف القصبة





























































حدائق القصبة


















منطقة رأس الماء

























هنا تصب مياه شلال رأس الماء وتحضر النساء الملابس لغسلها
















































بالصوت والصورة

قصص وعبر

ركن النساء

 
copyright © 2014 نجمة نيوز