العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان
Ligue Marocaine
Pour la défonce des droits humains
المكتب الإقليمي المضيق الفنيدق الفنيدق في : 2014/05/30م
ندوة فكرية وطنية حول : "ظاهرة الهجرة واللجوء ومعانات المغاربة بمعبري سبتة ومليلية المحتلتين" 30-31 ماي 1 يونيو 2014، دار الثقافة مدينة الفنيدق.
تقرير مختصر عن الوضع الحقوقي بعمالة المضيق الفنيدق
عمالة المضيق الفنيدق، حديثة النشأة، أنشئت سنة 2004، فتية، تتكون من ثلاث مراكز حضرية وهي المضيق مرتيل والفنيدق، ومن مركزين قرويين وهما جماعتي العليين وبليونش،عدد سكان العمالة يقدر بحوالي 200000 نسمة، مساحتها تقدر حوالي 210 كلمتر مربع، تقع في أقصى الشمال المغربي بين عمالة طنجة الفحص أنجرة وولاية تطوان، يجوار مدينة سبتة المحتلة.
المؤهلات الطبيعية والإقتصادية للعمالة يغلب عليها الطابع السياحي الموسمي، حيث تتوفر على شريط بحري مطل على البحر الأبيض المتوسط يقدر ب حوالي 50 كلمتر، يمتد من منطقة ميناء طنجة المتوسط إلى ساحل واد لو لولاية تطوان، كل الجماعات الحضرية والقروية للعمالة تتوفر على منفذ بحري طبيعي، لذلك فإن العمالة تتوفر على ميناء رئيسي للصيد الساحلي بالمضيق واثنين صغيرين بمرتيل والفنيدق، إضافة إلى موانئ للترفيه السياحي بميناء المضيق أو للمركبات السياحية المتواجدة على هذا الشريط البحري، وهذا يجرنا للحديث عن المؤهلات السياحية بالعمالة، حيث توجد مركبات وإقامات سياحية على هذا الشريط البحري ذوو المؤهلات والمقاييس العالمية، لكن تعرف رواجا وإقبالا موسميا وعلى الخصوص في فصل الصيف.
أما المؤهلات الإقتصادية الأخرى فإنها متواضعة بالمقارنة مع الموقع الإستراتيجي للعمالة، حيث تعتبر من أصغر العمالات في المغرب من حيث المساحة الترابية، ورغم توفر العمالة على شريط بحري استراتيجي والطابع الجبلي والغطاء الغابوي... إلا أن ذلك لم يستغل بالشكل المرجو ولم يوظف بالشكل الجيد من أجل التنمية الشاملة لمدن وقرى العمالة وسكانها، كما أن الفلاحة فإنها معاشية وبسيطة، أما الثروة السمكية للعمالة وطرق الصيد البحري فإنها لم تعرف تقدما وتطويرا كبيرين، بل ظلت ذات طابع تقليدي ومحدود، وتعرف عدة اختلالات وفساد من حيث ضبطها وتسجيلها وتوزيعها ومردوديتها ومساهمتها في التنمية المحلية رغم أنها تشغل نسبة مهمة من اليد العاملة المحلية خصوصا في المضيق.
كما أن العمالة لا تتوفر على منطقة صناعية أو متنفسات أخر من أجل تنشيط طاقات العمل المتزايدة لدى الساكنة، إلا النسبة المحدودة في مجال الصيد البحري أو في السياحة الموسمية للعمال أو الزراعة المعيشية البسيطة في البوادي، لذلك فإن المتنفس الأساس والوحيد للسكان للبحث عن العمل وتوفير العيش يتمثل في مدينة سبتة المحتلة من أجل العمل هناك في مختلف المجالات وخصوصا في التهريب المعيشي، عبر الحدود المصطنعة بين سبتة السليبة ومدينة الفنيدق أو عبر المعبر الحدودي باب سبتة المحتلة.
لذلك فإن كل أنواع الإهانات والإنتهاكات الحقوقية والحاطة بالكرامة الإنسانية، تقع في هذه الحدود المصطنعة أو في المعبر الحدودي المذكورين، سواء من طرف حراس الحدود والأمن الإسبانيين أو من طرف الأمن والجمارك المغربيين أو من طرف المافيا والمهربين الكبار وقطاع الطرق... في حق الآلاف من المواطنين العزل أرغمتهم ظروفهم المعيشية الصعبة وأوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية المزرية على العبور المتكرر واليومي من أجل تهريب معيشي أو من أجل بحث عن عمل يصون كرامتهم ويسد رمقهم وأولادهم ومن يعولونه... إضافة إلى مهاجرين آخرين آتين من دول إفريقية أخرى جنوب الصحراء فارين من ظروفهم وأوضاعهم الصعبة في اتجاه دول الحلم الأوروبي.
كما أن المؤهلات الثقافية والعلمية والتأهيلية لمدن وجماعات العمالة تعد جد متواضعة وضعيفة وبدائية وخاصة أن العمالة لا تتوفر على كليات أو جامعة أو معاهد عليا إلا في مجال التكوين المهني المحدود أو أنها مجاورة للمنطقة الجامعية التابعة لولاية تطوان، كما أن مردود التعليم الأساسي جد متواضع.
أما الأوضاع الصحية بالعمالة لا زالت متواضعة، فرغم توفر العمالة على مؤسسات صحية مهمة بالمضيق والفنيدق، إلا أنها تعرف اختلالات في التنظيم والخدمات وأهم اختلالاتها نقص العنصر البشري المؤهل، وخصوصا الأطباء المتخصصين وتقنيي الآلات الطبية... فنتوفر في الأخير على بنايات صحية بدون مفعول وفعالية.
أما في مجال التدبير والتسيير الجماعي فإنه بدوره يعرف تخبطا وارتدادا نظرا للطريقة البدائية والغير الجيدة لتكوين المجالس المنتخبة ومكاتبها التسييرية والتدبيرية، مما أوجد وكرس بكل الجماعات الترابية بالعمالة، مجموعة من الظواهر والأوضاع الغير التنظيمية والغير الإيجابية والتي لا تخدم طموحات الساكنة بالعمالة، الذين يهدفون إلى تحسين أوضاع معيشتهم وتحقيق طموحات أبنائهم، وتصحيح الظواهر السلبية، وتحقيق تنمية شاملة مستمرة ومندمهة، تحافظ وتصون حقوقهم وكرامتهم، وإيجاد محفزات من أجل إشراكهم الدائم والفعال عملية البناء والتنمية.
ونشير إلى مجالي التدبير الإداري والأمني، واللذان يعرفان بدورهما ظواهر غير إيجابية، وخاصة في التعامل مع المواطنين، ووجود نقط أمنية سوداء، قلة عناصر أمنية، الشطط في استعمال القوة والسلطة...
أما الأحزاب السياسية والمجتمع المدني رغم المجهودات المشجعة والمعتبرة، إلى أنه لازال الكثير والكثير جدا من التقصير، من هذين المكونين الأساسين، ونحن نعرف قيمة ودور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على اختلاف اهتماماتها وأهدافها، في التأطير والتكوين والتربية وتدبير الإختلاف وترسيخ قيم وثقافة الديموقراطية المواطنة والتشاركية والمشاركة الإيجابية والفعالة... رغم توفر العمالة على كل فروع الأحزاب السياسية، وعلى أزيد من 800 جمعية ومنظمة مدنية... وكذلك وجود أرضية مواتية للاشتغال وخصوصا الإطار القانوني، والتعطش السكاني وقابليته لكل عمل جاد وهادف... لكن التوجه المرتجل والموسمي والخادم للأجندات الخاصة جدا، تجعل عمل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني تعرف جمودا وانتكاسات وصراعات ضيقة وعمل فئوي قاصر النظر والأهداف، وتراكم وتعدد تنظيمي دون فعالية ودون جودة.
من خلال ما سبق أشرنا ضمنيا أو باختصار مقصود، إلى الوضعية الحقوقية بعمالة المضيق الفنيدق، سواء الحقوق المدنية والسياسية أو الحقوق الإقتصادية والإجتماعية أو الحق في التنمية والبيئة السليمة والحقوق المشتركة...
فبناء على الإنتهاكات الحقوقية السابقة والوضعية الحقوقية الغيرالمحترمة والغير المستقرة، فإن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بعمالة المضيق الفنيدق بعد تأسيسها في ماي 2011، وتأسيس فروع المضيق الفنيدق ومرتيل في دجنبر 2013، خاضت عدة نضالات على المستوى الإقليمي بكل فروعها المحلية في كل الجماعات الخمس المكونة للعمالة، وذلك بعد رصدها خروقات وانتهاكات حقوقية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
§ خوض نضالات بعد رصد انتهاكات حقوقية وقعت بالمعبر الحدودي باب سبتة المحتلة والحدود المصطنعة بين سبتة السليبة ومدينة الفنيدق، وقعت في حق المواطنين المغاربة أو في حق المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، كالضرب والإهانة والشتم والقتل...؛
§ خوض نضالات تتعلق بالإنتهاكات والإستغلالات التي تقع في جماعتي تغرامت والعليين، بخصوص الإستغلال الجشع للمقالع الحجرية بالجماعتين من طرب شركات عملاقة خاصة، مما خلف دمارا خطيرا للموارد الطبيعية والحوانية... وتأثيرا على الإستقرار السكاني وتعطيلا للتنمية؛
§ خوض نضالات تتعلق بالإنتهاكات في مجال التسيير والتدبير المحلي والذي خلف أثارا سلبية على التوازن والتنظيم الإيجابي وانتشار ظواهر غير تنظيمية مثل احتلال الملك العام، عدم إيجاد بدائل جادة للباعة المتجولين، إضافة إلى عدم تنظيم القطاعات الحيوية وضبطها لجعلها في خدمة التنمية المحلية وافتقار إحياء كثيرة ذات كثافة سكانية كبيرة إلى بنية تحتية ضرورية...؛
§ إضافة إلى نضالات أخرى تهم مثل : عدم تسليم وصولات الإيداع من طرف السلطة المحلية للمنظات والجمعيات المدنية، قضية المرأة من دوار بني مزالة التي تعرضت لاعتداء من طرف مهاجر إفريقي، قضية مراد الدحان الذي تعرض للضرب والاعتداء وتلفيق التهمة من طرف قائد المقاطعة الأولى بالفنيدق وقضايا أخرى....
§ خوض نضالات تتعلق بالإنتهاكات التي وقعت وتقع في مجال التعمير وعلى رأسها قضية الديزة بمرتيل وتجاوزات أخرى بالفنيدق والمضيق...
وتجلت الوسائل والطرق النضالية لدى العصبة بالمضيق الفنيدق بين الوساطة، البيانات المختلفة، الوقفات والمسيرات، الإعتصامات، والتنسيق بين المنظمات ذات الإهتمام المشرك والخطابات مع الإنضباط بالقانون والتنظيم والقيم الأخلاقية...
كما تعمل بكل إمكانياتها البشرية والفكرية والنضالية واللوجيستيكية من أجل النضال البناء والهادف إلى تحقيق الحق وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والطرق الحضارية للنضال من أجلها.
المكتب الإقليمي المضيق الفنيدق
إرسال تعليق