ويولدون من أمهاتهم موتى
على إيقاع ساعة في آخر الليل البهيم، ينهضون خفافا، خفافا كما النسمات،
لا يتحسسون أكفانهم، لا ينفضون الكرى عن أيامهم، ينتعلون الريح ويلهثون وراء نهر عميق، يرشون بيادق تحركها أيادي البطش ويقهقهون عندما تتكشر باب بأنياب ملء ذئاب، يولدون من أمهاته موتى، رائحة الحقد والمكر تاج معلق على صدر قلوبهم .
كما قيل لي هم ضحايا مدرسة كانت لتفريخ عقلية عقيمة، لا تكبر فيهم الطفولة، هم منسيون موتى، إذا لمحتهم البهائم قد تنتفض إحتجاجا على زيادة مادة ملح الصبر والقهر في دمهم، هم هكذا دائما، صم بكم عمي، قد اختاروا ربما عن غير وعي طريق التيه.
ويولدون، ويولدون، ويولدون موتى...
الراضي على نفسه: محمد بوكسير
إرسال تعليق