Top Ad

logo

هذا القالب هو معرب ومطور بواسطة مدونة مداد الجليد للحصول على دعم حول هذا القالب الرجاء زيارة مدونة مداد الجليد.

الأحد، 15 سبتمبر 2013

المشاركة السياسية بالمغرب


المشاركة السياسية بالمغرب
عــــــــــــــــــرض ذ. مصطفى محسن
تلخيص وتحرير نجيب المصمودي

تقديم:

نظمت جمعية العمل الثقافي بمدينة المضيق يوم الجمعة 7 دجنبر2007، لقاء مفتوحا مع عالم الاجتماع و أحد الأسماء المرموقة في ميادين البحث السوسيولوجي و الفكر التربوي مغربيا و عربيا و إنتاجا و حضورا ثقافيا: الأستاذ " مصطفى محسن"
حول موضوع: " المشاركة السياسية بالمغرب"
بعد التقديم و الذي تطرق فيه المحاضر لإشكالية تعريف العزوف السياسي وتجلياته بصفة عامة، قسم الأستاذ مصطفى محسن مداخلته إلى أربعة محاور:
. مظاهر العزوف السياسي.
.II دلالات العزوف السياسي.
.III العوامل المنتجة للعزوف السياسي.
.IV الآفاق أو ممكنات التجاوز.
-
 خاتمة.


.مظاهر العزوف السياسي.

إذ اعتبرها الأستاذ مصطفى محسن وقائع موضوعية، و مظاهر اجتماعية خطيرة، أصبحت تتطلب منا التدخل العاجل و الحزم الجدي للقضاء عليها أو للحد من مخاطرها ابتداء و مرحليا، وحدد هذه المظاهر الخطيرة في ثلاثة رئيسية وهي:
1
-  عدم الوعي السياسي:
وتتجلى في هشاشة الثقافة السياسية لدى المواطن، وعدم تفاعل المواطنين مع السياسة العامة للبلاد، وعدم فهم مغزاها، عدم مناقشة، ونقد الأفكار و البرامج...السياسية الموجودة في الساحة.
2
-  الأمية:
وتتجلى مظاهرها المستفحلة في صفوف غالبية المواطنين... إذ أن المواطن إذا كان أميا لا يمكنه أن يساهم بأي مساهمة تذكر في المشهد السياسي الوطني، لا يمكن أن يساهم في التقدم...
3
-  العزوف اللامبالي الإنسحابي:
إذ أكد الأستاذ مصطفى محسن بأننا أصبحنا أمام ظاهرة اجتماعية ملفتة للنظر وتتطلب التدخل... وأصبحنا نلاحظ مواطنين ينبذون السياسة و السياسيين...

II. دلالات العزوف السياسي:

أكد الأستاذ مصطفى محسن أن المشاركة السياسية السلبية في المغرب تدل على:
1
-  تدني المكانة السياسية والاجتماعية للأحزاب السياسية حيث وصلت إلى درجة لم تعد قادرة على إقناع المواطنين.
2
-  عدم تأسيس المجتمع المدني الفاعل إلى حد كبير، رغم أنه بدأ يأخذ موقعه بين مكونات المجتمع...
3
-  هشاشة سياسية للمواطن، حيث تضعف لديه مبادئ المواطنة، من حب الوطن، والخير، و الهوية... وذلك راجع بالأساس إلى هشاشة الحالة الاجتماعية للمواطن.
4
-  المغرب يعيش أزمة سياسية، أي مجتمع فارغ من السياسة، أو لا تسيس المجتمع، خصوصا و أن المغرب فقدت أحزابه أهم أهدافها و أدوارها وهي مهمة التأطير...

III. العوامل المنتجة للعزوف السياسي:

وقد سماها الأستاذ مصطفى محسن بالأعطاب، حيث حددها في عشرة أعطاب:
1
-  فشل تجربة التناوب التوافقي رغم لما لها من إجابيات...
2
-  ضعف الأداء الحكومي: في جميع المجالات الحيوية: اجتماعيا، اقتصاديا، ثقافيا، سياسيا...وتنمويا...
3
-  استفحال البلقنة السياسية، و التشتت السياسي: حيث يوجد في المشهد السياسي المغربي أكثر من 33 حزب سياسي... وواقعيا لا يمكن أن يكون هناك 33 مشروعا اجتماعيا...
4
- لا ديمقراطية توزيع المواقع و النفوذ، والخيرات، والثروة، عدم وجود العدالة في جميع المجالات...
5
-  تفاقم المشاكل والمسائل الاجتماعية: من التربية، و التطبيب، والسكن، و التعليم،... تفاقم الفقر، والبطالة... عدم وجود تنمية متوازنة...
6
-  غياب التقدير السياسي للأحزاب: وخصوصا بعد تخلي الأحزاب عن دورها التاريخي في التكوين و التأطير... فالأحزاب - في العادة - تسير جنبا إلى جنب مع المدرسة و الجامعة، في التربية و التكوين و التأطير، والتوعية..، وتقوم بالتنشئة السياسية للمواطن...
7
-  تحول الأحزاب السياسية إلى دكاكين: حيث تباع التزكيات، وفتح محلات موسمية خلال الحملة الانتخابية، وتكثر المضاربات و السمسرة، وبيع الذمم، والضمائر و الأصوات...، هذا يعتبر تشويشا على العمل السياسي...
8
-  الدور الذي مارسته وسائل الإعلام في نقدها للأحزاب السياسية، والمشهد السياسي، حيث عملت على تشويه قيمة و مكانة الأحزاب و العمل السياسي، فأدى إلى شيوع ثقافة عامة، وهي السخط العام والابتعاد عن العمل السياسي...
9
-  ما حصل من تباعد و طلاق بائن بين: السياسي والثقافي، فالتزاوج و التكامل بين السياسي و الثقافي الذي كان يجتمع في الممارس للسياسة كان ينتج المثقف العضوي، فالسياسي يستند إلى القيم و المبادئ الفلسفية من الثقافي، أما الثقافي يستند إلى الوقائع السياسية و الاجتماعية... الآن السياسي لا علاقة له بالثقافي و العكس كذلك...
10
-  لا ينبغي أن ننسى تأثيرات العولمة على حياتنا الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الحضارية...فأصبح تأثير العولمة على توجهات الناس واضحا، حيث نشأت عقدة "تعميم النقد"لكل الأشياء بدون تمييز بين الصالح والفاسد منها: نقد للدولة ومؤسساتها، نقد الأحزاب السياسية و برامجها.. نقد للمقومات الوطنية وركائزها...
كما نشأ على إثر ذلك (العولمة) فكر النهايات: نهاية السياسة، نهاية التربية، نهاية التقدم و الازدهار، نهاية العلم والبحث العلمي، نهاية التاريخ...

IV. الآفاق أو ممكنات التجاوز:

وحددها الأستاذ مصطفى محسن في التحديات التي يجب تجاوزها وقسمها إلى قسمين:
أولا: التحديات التي تواجهها الجهات الرسمية.
ثانيا: التحديات التي يواجهها النسق و المشهد السياسي،

أولا: التحديات التي تواجهها الجهات الرسمية:
1
-  تحد المسألة الاجتماعية: من فقر، وبطالة، و أمية، وتغطية صحية...
2
-  تحد محاربة الفساد من طرف الدولة و أجهزتها، إذ أصبح الفساد يتجاوز كل شيء حتى الدولة... إذ أصبح ظاهرة خطيرة، يمس القيم و الأسس والمبادئ... ينخر كيان الدولة و المجتمع... فهناك أخصائيين و أباطرة في الفساد بمختلف ألوانه و أشكاله...يجب محاربتهم بكل الامكانات والوساءل...
3
-  تحد إصلاح اقتصادي شامل، لتشكيل بيئة اقتصادية نظيفة، ومنظمة وواضحة... من أجل الاستثمار الداخلي و الخارجي.. عقلنة المجال الاقتصادي... خلق مقاولات و شركات مواطنة...
4
-  تحد أساليب تدبير الشأن العام، فالحكامة الرشيدة لا تستورد بل تبنى من الداخل، فالعنصر البشري المؤطر و المكون أهم أسسها، و الوعي، والتكوين المستمر، والضمير المهني، والمواطنة الحقة... أهم ركائزها...
5
-  على الحكومة أن تقطع مع التكالب على المناصب، و المال،...لأن هذا التلهف كان دائما على حساب المصلحة الوطنية... وتلهف وتكالب النخب على المناصب و المال، والجاه... أدى إلى فقد المؤسسات لثقة المواطن، وسخطه عليها...

ثانيا: التحديات التي يواجهها المشهد السياسي:
1
-  على الأحزاب السياسية أن تعود إلى المرجعيات الوطنية و القومية والحضارية... وكذا إلى القيم و المثل العليا... كما يجب أن تعود إلى أقطاب مرجعية و البعد عن البلقنة الحزبية و التشتت..
2
-  العمل على تفعيل المشاركة السياسية بين الحكومة و البرلمان...
3
-  إصلاح ممأسس للعمل السياسي، و إعادة اعتبار العمل السياسي...و جعله مجالا خصبا للحلم، و العمل...أي من حقنا أن نحلم ضمن المشهد السياسي العقلاني والعادي... بوطن حر جميل متقدم مزدهر...
4
-  الاهتمام بالإنسان، في كافة اهتماماته و أبعاده ماديا وروحيا: اجتماعيا، اقتصاديا، قيميا، ثقافيا...الإهتمام بالمواطن وبكرامته... انطلاقا من المدرسة والجامعة، المنزل، الجمعية، الحزب،... الإنسان هو المحور الأول فكل الاهتمامات...
5
-  يجب أن نستفيد من أطرنا ...إذ صرفت عليهم الملايين في تكوينهم و إعدادهم و تأطيرهم.. ومحاربة كل ما من شأنه أن يهدر الطاقات البشرية كالتهميش وهجرة الأدمغة...
6
-  على النخب السياسية أن تعي أدوارها التاريخية، وتتجه نحو بلورة إرادة حقيقية للتنمية، وأن تؤمن ايمانا صادقا بأن مصلحتها من مصلحة عامة الشغب... كما على المجتمع أن يتقوى عن طريق المجتمع المدني و الأحزاب السياسية، وجميع مكوناته...

خـاتـمــة:

تلك أهم المحاور و أهم نقطها التي عالج بها الأستاذ وعالم الاجتماع مصطفى محسن موضوع "المشاركة السياسية بالمغرب"، وهي قراءة اجتماعية - سياسية - مستقبلية، لأهم مظاهر و دلالات، وعوامل منتجة للعزوف السياسي... وهي قراءة علمية بناءة ونقدية، تكشف بجدية عن خلالات و أعطاب المشهد السياسي المغربي... وهو ما يفرض تحديات مركبة و متنوعة يجب على الجميع أن ينخرط من أجل الإصلاح و التحديث للخروج من عنق الزجاجة...

المرجع، الرابط الإلكتروني التالي:

http://almodawwana.blogspot.com/2007/12/blog-post_7114.html

إرسال تعليق

بالصوت والصورة

قصص وعبر

ركن النساء

 
copyright © 2014 نجمة نيوز